الاتحاد الإسباني ورابطة الليغا يرفضان تسجيل أولمو وباو فيكتور مع برشلونة
أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم (الليجا)، والاتحاد الإسباني لكرة القدم، قرارهما النهائي بشأن طلب برشلونة إعادة تسجيل لاعبيه داني أولمو، وباو فيكتور في الدوري الإسباني، بعد نهاية تسجيلهما المؤقت بحلول 31 ديسمبر.
وجاء في بيان الاتحادين: “اجتمعت لجنة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، ورابطة الدوري الإسباني، لمناقشة طلب برشلونة تسجيل اللاعبين داني أولمو، وباو فيكتور. وبعد استيفاء نادي برشلونة في 3 يناير 2025 متطلبات الرقابة الاقتصادية الخاصة برابطة الدوري الإسباني، واستكمال الوثائق المطلوبة من قِبل النادي، قررت “هيئة مراجعة الميزانية” في الليجا زيادة سقف رواتب برشلونة بدءاً من التاريخ المذكور (أي العودة لقاعدة 1:1″.
وأضاف: “وفي هذا السياق، وبعد تقديم برشلونة طلبات تسجيل اللاعبين المذكورين، وبعد تحليل اللوائح الاتحادية المعمول بها، اتفقت لجنة المتابعة على رفض منح الترخيص النهائي المطلوب من قِبل برشلونة للاعبين داني أولمو، وباو فيكتور، استناداً إلى التفسير الحرفي للمادتين 130.2 و141.5 من اللائحة العامة للاتحاد الإسباني لكرة القدم. تنص هذه المواد على أنه لا يجوز للاعب تم إلغاء ترخيصه أن يحصل على ترخيص جديد في نفس الموسم مع الفريق الذي كان مرتبطاً به مسبقاً”.
في وقت متأخر من 3 يناير، أعلن برشلونة رسمياً عودته لقاعدة “1:1” الشهيرة، التي كانت تمثل عائقاً كبيراً للنادي الكتالوني في أسواق الانتقالات السابقة. بعبارة أخرى، يمكن للنادي الآن الإنفاق بمقدار ما يدخل من إيرادات، وهو ما لم يكن ممكناً سابقاً بسبب تجاوز حد الرواتب.
بفضل “الرافعة” قبل الأخيرة المتمثلة في بيع أجنحة الشخصيات الهامة (VIP) بمبلغ 100 مليون يورو، أصبح بإمكان لابورتا تخصيص نفس المبالغ التي يحصل عليها من الإيرادات أو صفقات بيع اللاعبين، عوضاً عن النسبة السابقة البالغة 40%.
ومع ذلك، فإن العودة لقاعدة “1:1” لا تعني تلقائياً تسجيل داني أولمو، وباو فيكتور. فقد أعلنت الليجا والاتحاد الإسباني في بيان مشترك أن “التأشيرة المسبقة والترخيص النهائي لن يُمنحا لبرشلونة”، لكن القضية لم تُغلق بعد. في السطور التالية، نوضح أسباب هذه الوضعية.
تعود المشكلة إلى نظام الرقابة الاقتصادية في الليجا، الذي وضعه خافيير جوميز، المدير العام للرابطة. ينص النظام على أن الأندية التي تتجاوز حد الرواتب لا يمكنها إعادة استثمار سوى نسبة من مبيعاتها أو توفيرها في الرواتب عند التعاقدات الجديدة. كانت النسبة في البداية 25%، ثم زادت تدريجياً إلى 50%.
برشلونة، الذي عانى من هذه القيود منذ عام 2021، كان يجد صعوبة في إجراء صفقات كبيرة. في صيف 2023، لم يتمكن النادي من التعاقد سوى مع أوريول روميو مقابل 3 ملايين يورو، واستعارة جواو فيليكس، وجواو كانسيلو. ويُذكر أن ميسي اضطر للرحيل في صيف 2021 لأن النادي لم يكن ضمن قاعدة “1:1”.
الوضع المالي الصعب للنادي منذ تولي لابورتا الرئاسة أجبره على تقليص تكاليف الفريق بشكل كبير للامتثال للقيود. ورغم ذلك، كان النادي يتجاوز السقف باستمرار بسبب تأثير “الروافع” الاقتصادية، التي توفر دخلاً إضافياً يزيد الحد مؤقتاً. بعد عدة محاولات، تمكن النادي أخيراً من العودة للقاعدة بفضل صفقة بيع أجنحة الـVIP بـ100 مليون يورو. ومع ذلك، تأخر تسجيل هذا الدخل حتى 3 يناير 2025، مما منع تسجيل أولمو وباو.
استغل برشلونة إصابة أندرياس كريستنسن في أغسطس لتسجيل أولمو وباو. تسمح الليجا باستخدام تكلفة لاعب مصاب بإصابة خطيرة لتسجيل لاعبين آخرين لفترة معينة. عندما تعرض كريستنسن لإصابة طويلة الأمد، استغل النادي هذا الهامش لتسجيل أولمو، أبرز صفقاته الصيفية. لكن النادي كان يعلم أنه بحلول 31 ديسمبر، سيتعين عليه إيجاد مساحة ضمن السقف لإعادة تسجيل اللاعبين بعد عودة كريستنسن. ومع إصابة تير شتيجن، كان من الممكن أن يوفر النادي مساحة، لكنه قرر التعاقد مع تشيزني الذي لم يشارك في أي مباراة خلال 2024.
تتمثل المشكلة الرئيسية في أن دخل صفقة أجنحة الـVIP لم يُسجل حتى 3 يناير، بينما ألغت الليجا تراخيص اللاعبين في 31 ديسمبر بسبب تجاوز السقف. تنص المادة 141.5 من لائحة الاتحاد الإسباني على أنه “لا يجوز للاعب أُلغي ترخيصه الحصول على ترخيص جديد في نفس الموسم مع نفس النادي”. بمعنى آخر، لا يمكن منح اللاعب ترخيصين في نفس الموسم دون انتقاله إلى نادٍ آخر. مع إصرار الليجا والاتحاد الإسباني على موقفهما، يفكر النادي في اللجوء إلى المجلس الأعلى للرياضة (CSD) أو القضاء العادي. يدافع برشلونة عن أن روح القانون لا تنطبق في هذه الحالة، لأن اللاعبين لم يغيروا أنديتهم، بل عادوا لنفس النادي. يرى النادي أن هذه القاعدة تهدف لمنع تسجيل لاعبين وإلغاء تسجيلهم وفقاً لمصلحة الأندية، وهو ما لا ينطبق على أولمو وباو. علاوة على ذلك، يعتقد برشلونة أن فترة الانتقالات الشتوية، التي بدأت في 1 يناير، تسمح بهذا النوع من التحركات طوال الشهر.
من المتوقع أن تتواصل القضية الأسبوع المقبل. لن تغير الليجا والاتحاد الإسباني موقفهما لأن النص القانوني واضح. وقد يلجأ برشلونة إلى المجلس الأعلى للرياضة كخطوة أولى، مع احتمال اللجوء إلى القضاء إذا لزم الأمر. في الوقت الحالي، لن يتمكن أولمو وباو من المشاركة في مباراة برشلونة الأولى لهذا العام ضد بارباسترو، ومن المستبعد أن يلعبا في نصف نهائي السوبر الإسباني يوم 8 يناير.